الأربعاء، 5 مايو 2010

(( اللقاءالمنتظر ))


لم أستطع تمالك نفسي من فرط الفرحة ، قفزت قفزة عالية من سعادتي عندما علمت بأن والدي ليس بمنشغل ويستطيع إيصالي لها . ابتسمت ابتسامة عميقة شقت وجهي من كلا الطرفين ، لم أستطع السيطرة على نفسي ، فقفزت ، ابتسم والدي ابتسامة تدل على ارتياحه لأمرِ ما ، علمت بعد هذه الابتسامة بأن حبي لهذه الشخصية انتقل لكل قلب فرد عاشرته ولو لساعة ..
عشت أيامًا مليئة بالتفكير بالذكريات وبتلك الأيام التي قضيتها معها ، وتلك النصائح التي كانت توجهني بها ، فكلما مر معي موقف تذكرتها ، وتذكرت كلامها . ألهذا الحد لا تستطيعين نسيانها ؟! سألت نفسي وقلبي ممتلئ باشتياق لا يوصف لها . جاءت هذه الليلة ، يجب علي مراجعة دروسي لامتحان غد ، ولكن أأستطيع المذاكرة ؟! كيف ذلك وقلبي وعقلي منشغلين بالتفكير بها ، كيف أقوم بمراجعة مادتها وهي لم تقم بشرحها لي ؟؟ تغلبت بتوفيق الباري عز وجل على هذه الأفكار . جاءتني في المنام تلك الليلة وكأن الله يبشرني بلقياها من جديد ..
جاء اليوم المحتوم ، إنه ذلك اليوم الذي سألقاها فيه .. إنه يوم الامتحان .. حمدًا لله عز وجل أني تخطيت ذاك الامتحان على خير .. ولكني انتهيت من الورقة الامتحانية .. فهل أستطيع تسليمها والخروج هربًا للخارج لانتظار والدي ؟ لا ، انتهيت من ملئ فراغات أسئلة الامتحان .. وبدأت بحساب الزمن .. يالله كم هي لحظات طويلة .. ولكما مرت برهة زاد اشتياقي وقلقي .. لا أعلم لِمَ ؟؟ يا الله كم هي لحظات طويلة .. تمر اللحظات وكأنها سنين .. بدأت بحساب الزمن ورحت في تفكير عميق إلى أن سمعت المراقبة تسأل عمن ستقوم بتسليم ورقتها الامتحانية .. كنت أول من قام بتسليم الورقة .. وبدأت من جديد مرحلة الانتظار الطويل .. إنه انتظار والدي .. فمتى يصل ؟؟ ها هو وصل على خير ولله الحمد ..
ركبت وكلي سعادة .. وبدأ أبي بالسؤال عما فعلته في الامتحان ، فطمأنته ، وبدأ بالتوجه لمدرستها .. وصلت لمدرستها وتوجهت من فوري نحو غرفتها ، ولكن يا لصاعقة ، لم تكن بغرفتها .. انقبض قلبي وبدأ بالخفقان السريع قلقًا .. ولله الحمد والمنة فقد وجدتها مع صديقاتها في ساحة المدرسة ..
رأتني ومن فورها قامت متوجهة نحوي ومشيت نحوها وأنا أترنح يمنة ويسرة وأنا أحاول الثبات ..
إنه اللقاء الذي طال انتظاره .. أخذتني في حصنها .. يالله كم اشتقت إليك ..
بدأت بالحديث معي .. بالسؤال عن أحوالي وأخباري .. وبدأنا بالحكايات .. تمنيت تلك اللحظة .. أن يتوقف الزمن عن المرور .. تمنيت أن تتوقف ساعات العالم عن الحراك .. ولكن ها أنا أسمع هاتفي يرن : إنه والدي .. حان وقت ذهابي .. يجب علي الذهاب ولكن داخلي يدعوني للبقاء معها أطول .. أوصلتني للباب بعد أن أهدتني حلوى ، مازلت أحتفظ بها إلى الآن .. ودعتها وقلبي يبكي لفراقها .. ودعتها وقلبي يسيل دمًا لوداعها .. ولكن لا مفر ..
رجعت للبيت لا أعرف .. أأبكي أم أرقص ؟! أردت البكاء لانقضاء ذلك الوقت الذي قضيته معها الذي مرَّ كلمح البصر ..
أم أرقص فرحًا بانقضاء امتحاناتي .. لا أعرف .. فقد كنت مذبذبة بين الحزن والفرح .. ولكن الحزن كان الأقوى والأغلب .. بكيت بحرقة .. أسألقاها من جديد .. أم أن الله سيتذكرني دن رؤيتها ..
بقيت على هذه الحال لفترة وكأني كنت في حادثة ومازلت أتألم من أجل تلك الحادثة إلى الآن ..
فاللهم اجمعني بها في أعلى الجنان حيث الملتقى الأبدي .. يا منَّان ..

:) إسراء أشرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق